انتشر خبر وفاة رجل الأعمال السوري أحمد راتب الشلاح صباح الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني في دمشق عن عمر ناهز 92 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً في مجال الاقتصاد والتجارة في سورية. فمن هو أحمد راتب الشلاح؟ وما سبب وفاته؟
من هو أحمد راتب الشلاح وما سبب وفاته؟
يعتبر أحمد راتب الشلاح، الذي عُرف بـ “شبندر تجار سورية”، من أبرز الشخصيات الاقتصادية التي كان لها تأثيرها على سورية لعقود من الزمن، حيث ورث مسيرة والده التاجر الشهير بدر الدين الشلاح الذي أسس قاعدة قوية للعائلة في عالم التجارة.
ولد أحمد راتب الشلاح في دمشق ونشأ في أسرة دمشقية، حيث كان والده بدر الدين الشلاح من أبرز رجال التجارة في سورية، وتلقى تعليمه الأساسي في إحدى المدارس في لبنان، ومنها مدرسة برمانا الداخلية. سافر بعدها إلى الخارج لإكمال تعليمه الجامعي، حيث حصل على الدكتوراه في التمويل وإدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا، بالإضافة إلى الماجستير في الفلسفة والسياسة والاقتصاد من جامعة أكسفورد.
بعد عودته إلى سورية في ثمانينيات القرن الماضي، تولى الشلاح رئاسة غرفة تجارة دمشق، ثم رئاسة اتحاد غرف التجارة السورية، حيث لعب دوراً كبيراً في تعزيز القطاع الخاص وتحديث أساليب الإدارة الاقتصادية في البلاد، وقاد عدة مبادرات لدعم التجار السوريين، وعمل على تحديث أساليب التجارة بما يتماشى مع التطورات العالمية، فأصبح من الشخصيات المؤثرة.
ولم يقتصر دور الشلاح على المستوى المحلي، بل شغل مناصب دولية وإقليمية، حيث عمل رئيساً لسوق دمشق للأوراق المالية ونائباً لرئيس اللجنة الوطنية السورية، وقاد لجنة الأعمال السورية الأوروبية المشتركة، مما عزز تواصل الاقتصاد السوري مع الأسواق الخارجية.
وبالإضافة إلى عمله في التجارة، كان الشلاح عضواً في هيئة التدريس بجامعة دمشق، وعمل محاضراً في الجامعة الأميركية في بيروت، وساهم في دعم العلاقات الأكاديمية السورية مع المؤسسات العربية والدولية من خلال عضويته في مجالس العديد من الجامعات.
وتقديراً لإسهاماته الكبيرة، نال الشلاح عدة أوسمة دولية، منها وسام جوقة الشرف من الجمهورية الإيطالية، ووسام النيل من الدرجة الأولى السوداني، مما يعكس مدى التقدير الدولي لمكانته وجهوده.
توفي أحمد راتب الشلاح بعد تدهور صحته مؤخراً بسبب الشيخوخة، تاركاً بصمة عميقة في عالم التجارة.
